الخميس، 25 أغسطس 2011

عن السجن الحربى أتحدث




الأهالى أمام بوابة س 28 بالحى العاشر بمدينه نصر 
بعد إنتهائي من عملي قرابة الساعة 6 مساء توجهت من وسط البلد لتناول الإفطار مع والدتي بحي الزيتون شرق القاهرة، وأثناء عودتي إلى منزلي إذ بالسجين عبدالرحمن مصطفى حسنى والمحبوس إحتياطيا على ذمة القضية 496/2011 جنايات ع شمال يتصل بي ليبلغني أن هناك إشتباكات ومصادمات بين المسجونين وقوات الجيش الموكل لها إدارة السجن الحربي وإنقطع الإتصال سريعا حاولت الإتصال به مرارا ولكن دون جدوى.
كانت الساعة قد قاربت على ال9 مساء من ليله 22 أغسطس وإذا بالناشطة / بثينه كامل تكتب أن أحد أهالي المحبوسين ابلغها عن وقوع إشتباكات عنيفيه بين الشرطة العسكرية ونزلاء السجن الحربي بالهايكستب ، وبعدها أكد لي المحامي / محمد الأنصاري والذى يعمل بالمركز المصري للحقوق الإقتصادية والإجتماعية أن إبن خالة السجين سامبـــو قد أبلغه بوجود إشتباكات داخل السجن.
فى صباح يوم الثلاثاء الموافق 23 أغسطس توجهت برفقة المحامي / أحمد سيف الإسلام حمد إلى س28 لحضور جلسة عبدالرحمن مصطفى وإذ بأمام السجن وقف العشرات من أهالي المحبوسين فى حالة غضب شديد فى محاولة لدخول المحكمة للإطمئنان على ذويهم وقرابة الساعة الحادية عشر صباحا جاء ت سيارات الترحيلات وكانت حوالى 5 سيارات وصوتها قد وصل أسرع ومن فيها يهتفون (يارب) كلمة جعلت السكون يضرب بكل شيء من حولي لم أعد أسمع نواح الأطفال ولا تمتمه المسنين ولا صراخ النساء حتى الأشجار أمرت أغصانها بأن تتوقف عن الحركة مع نسائم الصباح المحرق من شده الحرارة.
لتقترب السيارات أكثر وأكثر من المحكمة والصوت مازل يصل مسرعاً عنها عاليا مدويا مرت السيارات من أمامي فى مشهد لا يتجاوز الثواني المعدودة ولكن العربات كانت تتراقص وتتمايل مع قوة حركة من فيها كان السجناء داخل عرباتهم يركلون الصاج بأقدامهم فتهتز السيارات رغما عن أنف قائدها وقائده.
الأهالى يتوافدون لرؤيه ذويهم 
أدخل بعد صراع طويل مع حرس المحكمة العسكرية لأصل إلى القاعه 2 بالدور الأرضي على مقربه عشرات الأمتار من قاعة نقض الأحكام العسكرية أجلس على مقعد خشبي متهالك وبداء السجناء فى المرور أمامي كلا إلى قاعته لينظر القاضاه العسكريين فى أمرهم وأثنا سيرهم بالطرقات إرتفعت اصوات عويل النساء على أبنائهم وأزواجهم الذين صاروا داخل محبسهم مصابين.
نعم أغلب من مثل للإجراءات التكميلية للمحاكمات العسكرية فى هذا اليوم كانوا مصابين من أحداث الأمس.
وجاء عبدالرحمن مصطفى ومن معه من زملائه فى السجن ودخلوا القاعة 2 دنوت منه وسلمت عليه وأطمئنيت عليه لأسأله عما حدث ليله أمس(22 أغسطس) بداخل السجن فقمت بسؤاله.
إيه اللي حصل إمبارح ؟ 
عبدالرحمن : فشخناهم 
لا عايز أعرف أصل الحكاية؟
عبدالرحمن : بص بقا أحنا من 10 الصبح وهما قاطعين عننا المياه وعايزين يمنعونا من إننا نتحرك داخل السجن بأى شكل وعايزين يسكنونا العنابر فضلنا فى مشدات لغاية حوالى الساعة 5 العصر وفى الوقت ده كان تم تكدير العنبر اللي جنبنا والجنود والظباط خلوا حوالى 25 سجين يناموا على بطنهم وداسوا على وشوشهم بالبيادة الميري.
إيه انت متأكد من كلامك؟
قاطعنا شخص كان يقعد خلفنا من المسجونين وهو مصاب بالرأس وبدأ يؤكد على ما قاله عبدالرحمن وأزاد عليه ما أزاد لأعود لعبدالرحمن مره أخرى ليحدثني عما فعلوه بعنبرهم هم فقال لي : أمتنع من عندنا حوالى 15 شخص أنهم يدخلوا العنابر وفيه شخص أخرج شفره موس وحاول قطع العروق برقبته مهددا بالإنتحار فى هذه اللحظات إنقض عليه العسكر والظباط ليمنعوه ولكن فى الوقت ذاته كان هراواتهم وعصيانهم المكهربة تلاحق الجميع فر من بين أيدهم هذا الشاب وصار يجرى بطول العنبر وعرضه ودمائهم سائله وفتح كل أبواب الزنازين لنخرج فما وجدنا من العسكر سوى الضرب المبرح فواجهناهم حتى خرجوا من العنبر بأكمله وأغلقنا الأبواب من الداخل ليصعدوا هم على سطح السجن والعنابر وهى من دور واحد فقط ليقذفونا بالحجارة ولم تهدأ الإشتباكات الإ قبيل الإفطار بقليل ليتدخل من جانبنا بعض كبار السن والمقام لإنهاء هذه الأزمه، وفى المقابل دخلنا عنابرنا إستعدادا للإفطار وصلاه المغرب ليأتي تعنت السجن برفضهم إعادة المياه المنقطعة من الصباح والأنوار لدرجة اننا كنا ندوس على الأطعمة بأقدامنا لأننا لا نراها ورفضوا حتى أن نخرج للصلاه فى هذه الأوقات كان العنبر المجاور لنا يعانى من نفس الإشكاليات نفسها ومازال جراح كرامة من داست على وجوههم البيادة الميري تنزف فقاموا بعصيان مدنى وخرجوا من العنبر بعد إشتباكات عنيفة مع العسكر ليأتوا فيفتحوا لنا الأبواب فإنضممنا إليهم نحن أيضا وأصبحت المعركة بين السجناء والسجن وإستمرت الإشتباكات حتى قرابة الساعات الأولى من فجر اليوم (23 أغسطس) وهداء الأمر بعد أن قامت قوات السجن بضرب الرصاص الحى والمطاطي علينا وسمعت أنه أحد السجناء قد أصيب بعيار ناري ولكنني لم أراه.
هنا وقد أنهيت حواري مع عبدالرحمن لأخرج لبهو المحكمة لأجد عدد من المحاميين وأهالي المتهمين يؤكدون على أن عدد ليس بالقليل لم يأتي من السجن ليحضروا جلساتهم وأعاد بعد السجناء الحاضرين هذا إلى حدوث من تغيب عن محاكمته لإصابات بالغه حالت دون إحضارهم للمحاكمة وأثناء خروجي من المحكمة قرابة الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا كانت الأهالي خارج السجن قد زاد عددهم وغبهم فى أن واحد.


طابو تصاريح الزيارة ودخول المحكمة 
إنصرفت إلى عملي وأثناء الطريق بدأت الهواجس والأفكار المتضاربة تتحكم فى تفكيري دون أي رد فعل من عقلي الذى أصيب بالصمم جراء ما رأه وسمعه فصار هو الأخر لا يعقل من الأمر شيء.
هل من المنطق والعدل أن يحاكم شباب فى الربيع من أعمارهم محاكمات إستثنائية جائره أمام قاضى إستثنائي وليس قاضى طبيعي ويتعرضون لأسواء أنواع المحاكمات التي تفتقد ابجديات العدالة وحقوق التقاضي ليتم حبسهم على ذمه القضايا فى أشد السجون غرابه وفجاجه وجورا دون أن يتمتعوا بأى حق من حقوقهم كسجناء طبقا لما أقرته اللائحة الداخلية لتنظيم السجون والصادرة عن مصلحة السجون المصرية ولكن هذه المصلحة رئاستها وتبعيتها لوزارة الداخلية وليس لوزارة الدفاع التي تمتلك السجن الحربي وبعيدا عن السجن وجحوده نقف أمام ما يلاقيه ذوى المسجونين من معاملات لا إنسانيه محطه لكرامة المواطن والوطن فى أن واحد دون أن تهتز شعيره واحده للسيد الروينى عضو المجلس العسكري والمنوط له التصرف كيف ما يحلو له فى شئون السجون ومحاكمة المدنين عسكريا وصار الأمر وكأن أعضاء المجلس العسكري الموقرين قد وضعوا خطه محكمة لتعذيب المواطنين جميعاً دون هواده أو نقصان الإ من رحم ربى فهذا يحيل المدنين والثوار للمحاكمات العسكرية وذاك يقول الإفترائات والأكاذيب عن النشطاء والذى يجلس على يمين المشير يسىء ويعمل على تشويه المجتمع المدنى والمنظمات الحقوقية ومن يجلس على يسار المشير يتحكم ويأمر وينهى فى مجريات الأمور ويمنع أي تظاهر أو إعتصام حفاظاً على (فئويه خالته) والأخر مازال جالساً القرفصاء وبيده المنفاخ ظنناً منه فى انه هكذا تسير عجلة الإنتاج وكلهم مجتمعين ومنفردين تعاملوا مع الوطن الراهن والأزمه الحالكه وكأنهم فى مناوره بجع البط ونسوا وأنسوا أنفسهم حقيقة الأمر ووضوح الأمور فنهجوا نهج العسكر فى كل الأزمه وصاروا يعبثون بما يعلمون ولا يعلمون.
إحدى فوارغ الرصاص الحى الذى أطلق على السجناء وشظى طلقات أخرى 
وبقيت المحاكمات قائمه وكل منا يزيد من الرقعة الإعلاميه على أسماء نشطاء بعينهم أملا فى ان يلاقوا عفوا أو كرامه برأه فيخرجوا وينسوا أكثر من 12 ألف ويزيد عن ذلك ممن يقدمون بشكل يومي إلى محاكمات عسكرية ظالمه لا أحد يعلم من يكتسب من ورائها سوى خزانه المحكمة العسكرية ومحاموا القضاء العسكري وشركة الشرقية للدخان وحسب.

ليست هناك تعليقات: