الجمعة، 21 يناير 2011

ليلة تجلى لى فيها الشمس والقمر

فتحى فريد
الحوار المتمدن - العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 




كل ليلة أخرج فيها إلى العراء متأملاً فى كل ما هو حولى من قبح وجمال حتى جائت هذه الليلة العجيبة.
ليلة لم تأتى ولن تأتى لأحد من قبل ولا من بعد.
حين خرجت فى المساء والوقت قد صار منى سراب، وفى لحظة غير معلومة ولا مفهومة إنسلخ منى عقلى ووجت الشمس تجاور القمر فى اليل دون حجاب دون سابق تحذير أو إرهاب أو تهويل نعم الأثنين معاً دون جدال.
الأثنين معاً متناغمين متفاهمين لم يكن بينهم ضغائن أو مخاوف لم يسمحوا لتدخل الأشرار.
الأنثين صارا معاً مبتهجين منيرين دون أى إخفاق أو تأرجح فى الفلك البعيد،وبعد لحظات من الوهلة والصمه التى سقطت على عيناى إستجمعت كل قواى وخواطرى وأفكارى وهممت لهم من سكات ليس ببعيد متسألاً لهم كيف يظهران معاً سوياً دون أى حرج؟ كيف للشمس والقمر أن يجتمعان ؟ أليس لهما وقت ونظم فلكيه لا تختلف ولا ينحرف عنها أى من كان؟
هنا همست بالمقربة من أذنى الشمس والعرق يتصبب منى صباً قائلة لى وهى مبتهجه وهجه:
إليكم عنا لسنا منكم ولستم منا لماذا تعترضون علينا دوماً لماذا لا تتركونا وشئننا ألم تكفوا عن أذيتنا؟!
هنا صدمت من كلامتها وقبل أن تتجمع حروف الكلام على خارجها إنهال على القمر بضحكته المشهودة التى قد شقت السماء من حولى وقال مبتسماً لى:
إهدء يا فتى فالأمر ليس خطير إنه ليس الإ مجرد قرار.
نعم إنه قرار أنت من تقرر كل الأشياء.
فالموت قرار والنجاح قرار والفشل قرار.
شارب الخمر صاحب قرار.
معاشر النساء صاحب قرار.
رجل الدين أيضاً صاحب قرار.
الطيور على أغصانها أصحاب قرار.
كل الكون هم أصحاب القرار لذا فنحن قد قررنا أن نظهر سوياً فى السماء فهل تعترض على القرار؟؟؟
مكست برهة والخجل والكسوف يعتليان جبهتى ونظرة الإنكسار تحاصرنى دون فرار حينها فقط علمت أننى صاحب قرار.
فقد قررت الأ أحزن بعد ذلك اليوم .
قررت أن أحيا حراً دون قيود حتى ولو داخل أضيق زنازين السجون.
قررت أن أحيا بالحب وألا يعرف الكره لقلبى طريق.
قررت أن أحبها هى دون سوها من بنات حواء.
قررت أن نمضى سوياً فى الطروقات دون رجوع أو خنوع أو ركوع.
قررت أن أسير عكس الإتجاه ولا أخشى المخالفات.
قررت وقررت وقررت وهى الأخرى أخذت نفس القرار.
لذا قررت أن أخبركم بما حدث حتى تكونوا شركاء لى فى القرار.

ليست هناك تعليقات: