الأربعاء، 7 مارس 2012

عن التمويل وسياسات العلوج

فى ظل الأزمه الراهنة بين الإدارة الأمريكية والمجلس العسكري حول ما يسمى إعلاميا بقضية "التمويل الأجنبي" قفزت إلى عقلي سريعا مشهد وزير الإعلام العراقي أبان الحرب الأمريكية البريطانية على العراق وقبيل سقوط بغداد كان يخرج ذاك الرجل موجها خطابة إلى الجيش الأمريكي واصفا إياهم "بالعلوج" ويتوعدهم بكثير من الألم والكوارث التي سوف تلحق بهم إن أصروا على دخول بغداد، وسقطت بغداد وخرج الصحاف فى حماية الأمريكان العلوج إلى مقر إقامته الدائمة ببريطانيا، نفس المشهد كان أكثر قوة وصرامه حين قامت قوات الشرطة العسكرية بمصر بقيادة الجنيرال "حمدي بدين " قائد الشرطة العسكرية بإقتحام مقرات المنظمات الحقوقية الأمريكية والمصرية على حد سواء وكأنه الفتح المبين لبلاد الفرنجه والخوارج وأصبح الإعلام الموجه ينفخ فى بوق الوطنية المعزولة ويضق نواقيس فارغة المضمون والمعنى محملا تلك المنظمات العميلة التي تجلب الأموال من الخارج لإفساد الحياة والبنية التحتية للمجتمع المدني وتخريب السلم الإجتماعي على حد تعبيراتهم الواهية وبداء مسلسل جديد من الملاحقات ضد النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان بمصر لتشوية سمعة النشطاء والمنظمات التي كانت هي الدرع الواقي قبل وبعد الثورة من بطش نظام مبارك والعسكر فتلك المنظمات هي التي كانت تعمل بجهد وتفانى فى الكشف عن قضايا التعذيب بالسجون المصرية وهم أيضا من تحملوا الدفاع عن معتقلي إضراب المحلة 2008 وحين كنا نتعرض للملاحقة والقبض والإختطاف قبيل الثورة من قبل أجهزة الأمن القمعية (أمن الدولة ) كانت تلك المنظمات وحدها هي من تقف معنا ضد هذه الهجمات الشرسة من نظام كان يتهاوى ولا يقوى الإ على الضعفاء.
من هنا نتوقف أمام الأزمة الأخيرة وعلينا جميعا أن ندرك أن ماحدث مع المنظمات الأمريكية والعاملين بها ماهو الإ جزء مبسط من سيناريو الأقصاء المعتمد والمعد بعنايه فائقة من قبل العجوز الشمطاء "فايزة أبو النجا" التي تعد على رأس أسواء نموذج للمرأة المصرية على الإطلاق فتلك الوزيرة وما تقوم به من إخفاقات وحماقات سياسية لا تخدم بها الإ رجالات نظام المخلوع مبارك ورفقائه بسجن طره ، تلك المرأة التي أتعجب كثيرا كيف تقبل الإدارة الأمريكية والإتحاد الأوروبي التعامل معها من خلال منصبها كوزيرة للتعاون الدولي وهى فى الوقت ذاته من تعمل على إجهاد أهم مقومات الثورة المصرية وهى منظمات المجتمع المدني وحين أتحدث عن هذه المنظمات ليس بالضرورة يكون مقصود بها المعهدين الجمهوري والديمقراطي بل المنظمات المصرية التي تناضل ومازالت تناضل من أجل ترسيخ قيم ومبادىء حقوق الإنسان.
ما أحدثه المجلس العسكري وزبانيته من خلق روح معاديه ضد أي منظمة تعمل بمجال حقوق الإنسان ووصفها دوما بالعمالة للأمريكان وجلب الأموال من الخارج والعمل على تخريب الوطن ليس له أي معول سوى القضاء على من ناضلوا لسنوات ضد بطش وظلم مبارك ومن بعده حكم العسكر.
ليس المقصود من هذه الضجة الإ التأكيد على أن العسكر يقفون على مسافه بعيده جدا من الإدارة الأمريكية إن تمسكت إدارة أوباما بديمقراطيه حقيقة تقوم على قبول الجميع دون أقصاء أو إبعاد وهذا مالا يقبل به العسكر ليس من كون هذا تدخلا فى الشأن المصري لأن هذا الأمر محط سخرية لآن العسكر لا يعنيهم أي سيادة وطنيه وأصبح ردائهم العسكري ليس الإ زينه لا تحمل أي معاني من شرف العسكرية أو كونهم المدافعون عن الأوطان.
بل هم يدافعون عن قائدهم المخلوع ويعملون بكل جهد للحصول على أكبر مكاسب تضمن عدم ملاحقتهم فيما بعد بتهم وجرائم قد ترتقى إلى مرتبه الخيانة العظمى، وحين نرى عمل المنظمات الأمريكية بمصر قبل الثورة وبعدها لانجد أي فصيل مدنى أو يساري قد إستفاد من هذه التعاملات بقدر جماعة الأخوان المسلين ومن بعدهم حزب النور السلفي حسب التصريحات الرسمية التي خرجت عن هذين الفصيلين.
فالعسكر لا يرى أي ضمانه لخروجه وعدم ملاحقته الإ من خلال تسليم غير معلن للسطه لقوى إسلاميه معاديه فى ظاهرها للسياسات الأمريكية ولكنها فى حقيقة الأمر على أتم الإستعداد على التحالف والتعاون مع الشيطان ذاته من أجل مصالحهم الخاصة فقط.
والتدليل على ما قد سبق يطرح نفسه بقوة فى الإشكالية القانوينه الأخيرة المتعلقة بالإفراج والسماح بسفر العاملين بهذه المنظمات من مصر، وما صرح به البيت الأبيض من تعاون وثيق قد حدث بين البيت الأبيض والمجلس العسكري وجماعة الأخوان وهو ما نفاه الأخير معللا بأن الأمريكان يريدون تشويه صورتهم بعد النجاح الساحق فى إنتخابات المجالس النيابية الأخيرة.
فأن تورط القضاة فى إشكاليه تحمل غضب شعبي كثيف ناتج عن حشد موجه من قبل الإعلام الرسمي ضد هذه المنظمات وبعدها يعول على أن ماحدث ليس تدخلا فى أحكام القضاة ويعول على فساد بعضهم هو خلق جديد لعدو مصطنع يبعد الشبهه عن العسكر بعض الوقت ويكسر أهم ضمانه لدى المواطنين فى الحصول على حقوقهم وخاصة بعد تلك القضية خرجت بعض الأصوات المغاليه من التيارات الإسلامية التي كانت تستخدم العنف فى الماضي القريب إلى أن قضاة مصر ليسوا محل ثقه فى المراقبة على الإستفتاء على الدستور والإنتخابات الرئاسية القادمة بمصر ويجب أن يتم إستبدالهم بأئمة المساجد لأنهم أكثر عدلا ونزاهة.
هذا الطرح يدلل على سؤ نوايا العسكر وأنهم لن يسلموا السلطة بشكل ديمقراطي سليم بل سيعملون بكل قوة على هدم كل مقدرات الدولة ومؤسستها من أجل الحفاظ على سلامتهم وضمان عدم محاكمة مبارك وأعوانه.
فإن قضية التمويل من بدايته إلى نهايتها ليس لها أي علاقه بالمصالح المشتركة بين مصر أو أمريكا على مستوى الشعوب وإنما المصالح الضيقه بين القيادات فى تلك الدولتين ، وبناء عليه فلا ينبغى على الإدارة الأمريكية أن تتعاون معى هؤلاء بل وجب عليها إن كانت حقا تقف مع الشعوب والمهمشين والمستضعفين أن توقف التعاون مع هؤلاء السفاحيين وتعيد ترتيب الأوراق والرؤية الجيدة فى التعاملات مع قوى الإسلام السياسي بمصر.
فإن الذئاب لا ترعى الغنم بل تأكله.

الخميس، 1 مارس 2012

كسر الرجال وصمود الحرائر

صورة أرشيفيه لمسيرة نسائية ضد حكم العسكر المصدر: رويترز


بعد مرور أكثر من عام على ثورة يناير ومازلنا جميعاً نتحسس موضع أقدامنا ونستنجد بالأقدار متكلين على أمالنا وأحلامنا التى يظن البعض أنه يستطيع أن يقتلها فينا.
مازلنا أحيا حرائر الفكر والجسد رغم كثرة السجون ومن فيها رغم بطش العسكر والأفلين رغم الركوب على مجد ودماء الشهداء ولكننا سنظل مستمرين.
وها قد أقبل علينا غرة شهر مارس الذى يجمع العلم فيه على الإحتفال بيوم المرأة العالمى ومازلنا فى مصر كرجالاً منكسى الرؤس ليس لضيق ذات اليد وإنما لكسر العزة والنفوس فما فعله العسكر بنساء مصر على مدار عام وأكثر يفوق كل التوقعات والإنتهاكات التى قد قام بها المخلوع ضد شعبه من بطش وإذلال وفساد.
إن نساء مصر قد تراجعت حقوقهم بشكل ملحوظ فى العام الأخير وإزداد العنف تجاههم من كل الفئات وحين إنتهك عرضهن لم نجد أصوات تنادى بحقوقهم أو حمايتهن بل كانت الألسنه والأقلام كالطلاقات فى عرضهمن وشرفهن موجهة وكأنهن من قمن بالفعل ذاته تجاه أنفسهن.
لم أرى الحناجر التى خرجت تضق طبول الفتنه وتأجج مشاعر المواطنين تجاه إمرأة يدعون إسلامها أو عدولها عن معتقد ما وكادوا يشغلون الوطن من إمرأة واحده وحسب ، وحين يتم هتك عرض النساء وسحل الفتيات والتحرش بهن خرجت نفس الأبواق تدين تلك النساء والفتيات وتحملهم تبعات ماحدث لأنهن قد أخطأن وخرجن من بيوتهن ولم يوقرن فيها!!!
عجبت لرجل لم يبكى ويتمنى الموت فى الليله ألف مرة بعد مشهد سحل الفتيات وخلع ملابس الفتيات أمام مجلس الوزراء ، لم أراى ذو اللحى يشهرون سيوف الكلام وعدول المواقف ضد العسكر بل كانوا أبخس ثمناً وأقل شئناً حين خرج كل فصيل إسلامى يؤكد على أن الفتاة التى تعرت ليست منهم وليسوا منها نسوا وإستنسوا من يدعون به فكانوا مثل الحمار الذى يحمل أسفار أو مثل الذين يقولون مالا يفعلون.
أما عن فجر جنرالات العسكر ضد النساء والحرائر فحدث ولا حرج فحدث وأملاء الأعيون بالحسرة والوجع فحدث ولا تتلعثم حين تصف بطش العسكر وفسوقهم تجاه النساء، إن ما أحدثه العسكر وشارك فيه تيارات الإسلام السياسى بالصمت المخجل ما هو الإ دلاله واضحه لكل ذى عينين أننا نحيا فى رده حضاريه وثقافية لا نعلم من المستفيد من نتاجها غير العقول المظلمة التى لا ترتقى إلى مرتبه الإنسانيه.
إن نساء وفتيات مصر هن السواعد الأساسية فى إنجاح ثورة يناير بلا جدال أو مزايده فهن من قاومن البطش بالصموت والرصاص بإبتسامات فى حب الوطن هن من ربين هذا الجيل من الشبات والشبان الثائرين على الظلم نصره للإنسانية والحق ، فهن من تحملن كافه أشكال التشويه إبان سقوط المخلوع مبارك من إفتراء وشائعات وصلت إلى مساس الشرف والعفه بهن فما كان منهم تخاذلاً أو خنوع بل كانوا أكثر شجاعة وصلابه وصمود أمام كل هذه الجحافل من العسس والبلطجه هن من تحملوا كل هذا ويزيد وفى النهاية يكونون هن المدانات والمذنبات!!!
كسر الرجال قائم ببلادنا لا محاله ولا هواده كسر الرجال حدث بالفعل حين عريت الفتيات وكشف عن عذريتهن كسر الرجال حدث حين شاهدنا على الشاشات فتيات مصر يضربن ويسحلن من جنود جيش مصر .
فتيات مصر وحرائرها هن من يدفعن الثمن الأن وحدهن غالياً بلا أى إنكسار بل يزددن إصراراً على إصرارهن ، إنهن نسوه أمن بنفسهن ووطنهن فصاروا هم حاملات مشاعل التنوير والحرية
وختاماً فنساء مصر وفتياتها بهن أخيار يشرفن قارات ودول قد يظن البعض فى عظمتها الجوفاء وليست المرأة الوحيدة التى تمثل نساء مصر هى وزيرة التعاون الدولى فايزة أبوالنجا بل هى أسواء وأقبح من تمثل سيدات مصر كافه وإن كان البعض يعول على تصديرها للمشهد كإمرأة مصرية فإننى على يقين بأن نساء مصر عن بكره أبيهم يأبين أن تكون هذه المرأة هى عنواناً للناسء فى مصر فلا هى منهم ولا تشعر بألمهم ولا تعمل من أجل مصالحهم بل هى تلهو فى بيت الشيطان وحسب.