الأحد، 3 أبريل 2011

الجهاد الحسن


بدايه وجب علينا جميعاً نحن أنباء مصر المخلصين من كافه الأطياف والأفئده أن نحبوا جميعاً نحو الدولة المدنيه الخالصه ووقوفاً عند مصطلح الدولة المدنيه التى يرى البعض أنها تجنى على الإسلام بشكل خاص وجب التوضيح والإفصاح عن معالم ومكوننها كدوله للجميع تحترم كافه المعتقدات والطوائف وتكفل حرية المعتقد وإقامه شعائرة بالتساوى بين جميع المعتقدات ومن يعتقد فيها على حد سواء.
ودون الدخول إلى إشكاليه المصطلح والتعريف وقفت ها هنا على حقائق وحجر الزاوية للدولة المدنيه أو كما يعرفها البعض بعلمنه الدولة فكلاهما واحد لا جدال فيه ولكن يختلف العارفون فى التعريفات والرؤى حول مكنون الدولة فهل يسكون نظامها الإقتصادى قائم على رأس المال الرشيد والإستثمار الوطنى وهنا يكن الحديث عن الليبراليه والطريق الثالث المنحدر عن الإشتراكيه الديموقراطيه أو يكون نظام الدولة إشتراكى وطنى وتأمم كافه المنشات والمصانع لصالح الدولة وتعود كافه المكتسبات إلى الشعب مع تشجيع الإستثمارات الوطنيه والمشاريع متناهيه الصغر مع العمل من أجل إيجاد مشروع قومى موحد ، وبين هذا وذاك تدور الدوائر ويتنافس العالمون بإدارة شئون البلاد من أجل الرقى بحال الأمم.
أما حديثنا هنا ليس واقف عند حد التأويل بين المصطلحات وأشكال هيكله الدولة بل أننا نجلى الحقائق من فرائض واجه ديناً على المسلمين فى مصر بشكل خالص والعالم أجمع بشكل عام.
ففى هذه السطور لست الإ باحثاً عن حقائق المفاهيم وأسرار التأويل والتخمين والدلاله بين الشك واليقين.
فإن كان الجهاد من الفراض التى لا تحمل جدلاً أو تشكيك بل تنوع هذا الفرض وتشعبت دلالته وقرائنه وأصبح أصنافاً عده منها على المشهور عن جمهور الفقهاء فرض عين وفرض كفايه والفرض العين هو واجب النفاذ على كل مسلم إستكمل شروط الفريضه والتى منها البلوغ والعقل والقدره على مشقه الجهاد إلى أخره من شروط حكمة مشروعية الفرض وهناك أيضاً الفرض الكفايه وهو إن قام به البعض سقط عن الباقين.
فمن هذا المنطلق أرى أن الجهاد أنواع متعدده منها الجهاد من أجل الوطن وأراى أنه أهم جهاد إنه الجهاد من أجل نداء الوطن.
الجهاد من أجل الوطن هو فرض حسن ومستحب على كل مواطن على أرض الوطن تربى على أرضه ونعم من خيراتها وعانى من وجعها.
إنه الجهاد الحسن جهاد من أجل الإستقرار والتنميه ومحاربه الخارجون عن شرع الإنسانيه الذى هو شرع لكل البشر سواء هو مستمد من أصل إلهى أو بشرى فقد إجتمع من أجله وعليه الناس فصار فيه الصلاح للجميع.
ووقوفاً على أخر المجريات التى تحدث على أرض مصر الغاليه من أرتفاع صوت المغالين والمتشددين من التيارات الإسلاميه من قطع أذن مواطن بحجه واهيه وأنه حد من حدود الله فى شريعه الإسلام جعلنى أتوقف عند أحد العلوم الدينيه وهو علم الفقه الذى لم يرد فيه لا من قريب أو بعيد كلمه اذن الإ فى باب الطهارة فى شرح مواضع الوضوء للصلاه والغسل، وإنطلاقاً من هذا أراى أن من قاموا بهذه الفعله ليسوا الإ مجموعه من الجهلة والأفاقين الذين يحاولون إثارة الفرزع والرعب فى قلوب المصريين وأن يقام عليه هم أنفسهم أحد حدود الله وهى الحرابه وهو حد غليظ فى الإسلام يعاقب به من سلب الناس مالهم وأمنهم قوة وعدواناً بأن تقتطع إيديهم وأرجلهم من خلاف أسوه بالسلف الصالح الذين كانوا يفعلون هذا إن جاز الإفصاح عن الحدود وتطبيقها كما يجب ولكننى فى الوقت ذاته أراهن على دولة القانون وأحمل عليها وأعولها قوام الأمور وصلاح الحال كما هو مرجوا ومطلوب فى القريب العاجل تحقيقاً للهدف وإتباع لطموحات الكادحين والأشقياء من عبث الجهلاء بحياتهم وبلادهم.
وقد دلل على هذا المنوال فى إحدى الدراسات (*) حيث ورد :- لقد أدى تشديد بعض الحركات الإسلامية على العامل السياسى ومنافسة النخب القائمة على السلطة ، بالإضافة إلى تصعيد المواجهة وإبراز الخطر فى خطابها وأدبياتها السياسية، إلى زرع بذور عدم الاستقرار السياسى فى المنطقة خلال فترات محدودة من الثمانينيات والتسعينيات، ومما لاشك فيه أن هذه الحركات تتحمل نسبة مهمة من المسؤولية عن توفير الأجواء التصعيدية التى أدخلت شعوبها ومجتمعاتها فى نفق مظلم غير معروف من البداية والنهاية. أقول ذلك ولدينا أمثلة متعددة لحركات إسلاميه عقلانية فضلت التريث والتعاون والمشاركة الثانوية فى إدارة شؤون البلاد بدلاً من تهديد أمن النظم القائمة وسلامتها . فعلى سبيل المثال اختارت الحركات الإسلامية فى كل من اليمن والأردن ولبنان والكويت وغيرها استراتيجيات إيجابية سلمية ترفض الدخول فى مواجهة مكلفة مع أنظمتها وحطومتها ، بغض النظر عن وجود إختلاف جذرى فى أجندتهم وطروحاتهم الفكرية والسياسية.  أ. ه
ومع هذا أيضاً فقد كان للتجارب الحركات الإسلامية الغير عقلانيه نمواً وإنتشاراً فى نفس التواريخ السالف ذكرها فى المصدر أعلاه من أمور تتعلق بنكران خطط وأساليب التعامل للجهاديين والجماعه الإسلاميه فى مصر والجزائر وما أنتجت عنه هذه الأفعال من مواجهات داميه أسفرت عن سقوط قتلى كثر من المدنيين وأفراد الأجهزة الأمنيه بالبلدين وبأفراد هذه التنظيمات حتى صار لهم وجع ووأقع بهم شر هزيمة فى المواجهات المسلحة جلبت لهم العار والخراب على مر التاريخ المعاصر لهم فى العالم كله.
وبين هذا وذاك تطالعنا الجرائد ووسائل الإعلام عن عودة الكثير من هؤلاء المطاريد إلى البلاد فى ظل الأوضاع الأخيرة المتغيرة مما ثير تساؤلات كثيرة حول جمود نظراياتهم وصلابتها أم سيخضعون للتأويل الحديثه والمراجعات والتراجعات الفكرية والفلسفية فى النهج والغاية.
ومما يزيد الصورة ضباباً وغرابه وإستفاراً للعقول والهمم ما يحدث الأن من تعد على أضرحه الأولياء والعارفين بالله ممن لهم الحق علينا بنعتهم بالسلف الصالح حقاً لما اشاعوه بالبلاد التى نزلوا بها من مكارم أخلاق وحسن الفطن وتواضع ورحمه بين الناس وليس سفكاً وهدماً وخراباً كما يفعل هؤلاء الجهلاء بنا اليوم .
أن الصمت والتراخى فى مواجهة مثل هذه التيارات الافله لا يعطى أبداً لصاحبه الحق فى الملاز من المسأله والمحاكمة فى إهدار حق الوطن ووجوب الفرائض عليه من أجل ندائها علماُ وعملاً بأن أسما معانى السعادة الإنسانيه هو قول الحق فى وجه الجائرون على الحقوق وسلب الأموال والممتلكات والتعدى على الضعفاء والأقليات.
لذا فالحكم بأن مواجهة التيارات الظلامية والتى تدعوا إلى العنف سواء اللفظى أو المعنوى والداعين إلى إنتشار الرعب والفزع بين أبناء الوطن الواحد والدم الواحد والتاريخ المشترك وجب محاكمتهم والقضاء عليهم بشتى الطرق والوسائل المشروعة والإنسانية والغير مجرمه قانوناً وعرفاً من مواجهة ثقافية وفكرية ونشر العلم والرؤى بين الناس وإنارة العقول والطرقات والبعد عن الشطط والمعضلات وصلاً إلى وطن يشرف بنا كأبنائه ونشرف به كوطننا وفى الختام لا يسعنا أن ننام وفى الوطن مجار عليه من جائر ذو لحيه أو يدعى وكالة الله على الأرض والتعدى على حقوق البشر من مجريات وأفكار، ويجب علينا جميعاً تجريم الإنحناء فما عاد بوطننا سيد الإ نحن ونحن ساده الزمان
(*) الحركات الإسلامية ودورها فى الإستقرار السياسى فى العالم العربى ص 160 

ليست هناك تعليقات: