السبت، 22 يناير 2011

ما بين المنيا وألمانيا...!!!

مروة الشربينى شهيدة الحجاب 


فتحى فريد
الحوار المتمدن - العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 




شهدنا جميعاً بحفاوة بلاغة كواليس وأحداث الحكم فى قضية المصرية الشهيرة (مروة الشربينى) والتى أثرت بشكل كبير فى الإعلام المصرى والعربى وخرجت على خلفيتها المظاهرت والمصاهرات ما بين الأهل والمتأسلمون الذين أتخذوا من هذه القضية زريعه جديدة لمحاربة الغرب الكافر الناكر للجميل الإسلامى.
مما جعل السيد محافظ الإسكندرية أن يطلق أسم الشهيدة مروة الشربينى على أحد شوارع الإسكندرية تخليداً لذكرها ولتذكيرنا نحن جميعاً بما سوف يحدث مستقبلاً فى بلاد العجائب (مصر).
فقد طار إلى ولاية( دريسدين)بألمانيا السيد نقيب محامى مصر ومعه لفيف من رجالات القضاء الواقف لمتابعة سير جلسات القضية بالمحكمة هناك مطالبين بأشد العقوبة على الجانى ومحاكمة الضابط الذى أطلق الرصاص بطريق الخطاء على زوج القتيلة.
هذا وقد شنت عدد كبير من وكالات الإنباء الرسمية وغير الرسيمة هجمه شرسة على ألمانيا مؤكدين ومشددين على أنها دولة عنصرية تحارب الإسلام والمسلمين( ولولى العيبه كان المتأسلمين ومن شابههم يعترفون بمحرقة الهوليكوست لولى الملامه ) حتى يطالبوا بفرض عقوبات وتعويضات على ألمانيا.
وبعد العديد من الصولات والجوالات حكمه المحكمة على قاتل مروة الشربينى بالسجن مدى الحياة وهذا ما أثار حفيظة هئية الإدعاء المصرية مطالبين بإعدام الجانى ، ولكنهم وقفوا أمام حائط سد أشد دراوه من حائط برلين القديم أو صور الصين العظيم ألا وهى أن بلاد الكفر والفجور قد ألغت عقوبه الإعدام ، وأشد عقوبة لديهم هى السجن مدى الحياة مما جعل المحللين والمراقبين المأجورين يتمنون عودة عقوبة الإعدام لألمانيا الكافرة من جديد.
وكم هو عجيب الحال فى المنيا محافظة الفتنة الطائفية بلا منافس ولا منازع على هذا الوصف واللقب.
فمن مركز مطاى، وقريتى المحرص التابعة لمركز أبوقرقاص، والطيبة التابعة لمركز سمالوط نهاية العام الماضى مرورا بأحداث قرية نزلة (رومان) التابعة لمدينة الفكرية بمركز أبوقرقاص أيضا والتى وقعت فى فبراير الماضى وأصيب فيها 6 من المواطنين على خلفية الاحتقان الطائفى الذى تعيشه القرية منذ عام 2006، مرورا بأحداث دير أبوفانا بالمنيا الذى لم تنته مشكلته بعد لعدم صدور تصريح من المحافظة ببناء السور، ثم قرية «دير أبوحنس» التى تظاهر أهلها عدة مرات اعتراضا على تغيير اسم القرية إلى وادى النعناع قبل أن يعود مرة اخرى، وأحداث دير مواس فى شهر مارس الماضى، ثم صدامات عزبة جرجس التى تتبع قرية أقفهص، ثم صدامات المنيا الأخيرة فى قرية الحواصلية.
ناهيك عما يحدث عقب كل صلاة جمعه بهذه المحافظة التى تدب فيها حياة الطائفية بلا نظير ، والعجب كل العجب فى تصريحات السيد المحافظ حين يلقى بظلال الفتنة الطائفية على أصحاب المصالح متناسياً أو عامل مش واخد باله أن سيناريوا الكوشح يتكرر من جديد فنحن نرى أصابع الإتهام تشير إلى قيادات أمنية وتنفيذية متواطئه كل التواطىء فى هذه الإحداث من أجل نهب الإثار والإستيلاء على أراضى دولة إلى وإلى وإلى والقائمة تطول.
وعلى الرغم من كل هذه الإشكاليات لم نسمع أونرى أو نحلم بأن مسؤل واحد فى هذه المحافظة قد أحيل لمحاكمة أو تم مجازته على التقصير بل نرى أن كل منهم ثابت فى مكانه وكأنه على عرش منزه عن المعاصى أو الأثام.
وفى كل حادثه نجد الأمن يطوق منطقة الحادث لمدة يوم أو أثنين على الأكثر وبعدها ينفض المولد ويجبر الأهالى والمتضررين إلى الرضوخ إلى جلسات الصلح العرفية خوفاً من بطش الباطشين، ويتكرر المسلسل من جديد كل فترة مع إختلاف الأبطال ولكن الضحية واحده ومعروفة ومقصوده والعمل على ذبحها أكبر من كونه ممنهج.
فيا ترى هل نرى أىً من أصحاب الحناجر المتأسلمة التى تطالب بتطبيق الإعدام فى ألمانيا تطالب بمعاقبة الجناة وتقديمهم للمحاكمة فى المنيا ...؟؟؟

ليست هناك تعليقات: