السبت، 22 يناير 2011

ها هى العذراء تتجلى لكم



فتحى فريد
الحوار المتمدن - العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 




قبيل أى شىء أتوجه إلى كل مصرى يحيا تحت ظلم الدولة الدينية بتهنئة قلبيه خالصه لوجه الله بمناسبة أعياد الميلاد المجيد ، ومن بعدها نتضرع جميعاً إلى السماء أملين أن تستجاب دعواتنا بأن ننعم فى هذه الحياة الدنيا ولو بيومً من ظلال الدولة المدنية العلمانية الخالصة.
السيدة العذراء مريم ، أو أم النور لها كرامات ومعجزات يشهد بها المسلمون قبل الأقباط وها نحن نرى هذه الأيام ظهورات السيدة العذراء فى كل بقاع المحروسة تظهر وتتجلى لهم فمنهم من أنكر ومنهم من تأكد ومنهم من لايعى شىء على الإطلاق.
ولكن منذ عدة أيام حدث هناك جدلاً واسع حول ظهور السيدة العذراء فوق أحد الكنائس بمنطقة الوراق وهو ما أحدث ضجة قوية ليس بوسائل الإعلام فحسب بل على المستوى الشعبى صار ظهور السيدة البتول حديث لا مقاطعه فيه، وقبل أن ينتهى هذا الخلاف تجلت لهم العذراء من جديد ليس مكان واحد بل فى عدة أمكان متفرقة تباعاً فى أنً واحد أحياناً.
وقد كلمنى أحد أصدقائى المسلمين ، ,أشدد على إسلامه بأنه إتصل بى مهللاً بأنه يرى العذراء الأن فى سماء حى شبرا وكأنه يوم عرسه ولا جدال.
هذه الحقيقة التى لمسها عدد لا نهائى له من البشر على مر العصور لا يدع مجالاً للشك أو النيل فى هذه الظاهرة الغير بشرية على الإطلاق.
وإيماناً بإعمال العقل فلقد صمت هنا العقل تماماً أمام هذه الظاهرة ما بين كونها ربانيه أو ظاهرة كونية ولكننا لسنا فى هذا المقال بصدد تفسير لتلك الظاهرة وإنما نقف على أعتاب تباعات تلك الظاهرة.
أولاً : ففى مثل هذه الأيام وهى ايام عيد وفرحة وإبتهاج على الشعب المصرى ككل وعلى مسيحيين مصر بشكل خاص فإن ظهور العذراء فى هذه المناسبات له دلاله قوية على التأصيل الإيمانى بالعقيدة المسيحية، وهو يعنى بوازع دينى إن أم النور ليست ببعيدة عنهم وهذا الشىء العقائدى المعقد فى الحالة النفسية والوجدانية للمتعبد تجعله أكثر تأثيراً بالإيجاب على كافه معطيات الأمور من حوله دون تقصير أو تقليل، وفى ظل الشعور لدى المواطن المصرى الذى يدين بالمسيحية بأنه دون المستوى بسبب تفشى وباء التمييز الدينى فى هذه الحقبة الزمنية المظلمه فإن ظهور العذراء مريم دليلاً مطمئن لكل القلوب المنفطرة.
ثانياً: نافذة فرج _ وتعد هذه الظهورات لغير المسحيين هى نافذة فرج حقيقية حين تضيق الدنيا زراعاً بأبنائها فتجد عدد لا نهائى من المسلمين غير الأصوليين فى أشد وأحلك الأزمات ينذرون للعذراء (دسته شمع- فول نابت يفرق على الفقراء - نذر مالى معين- إلخ) من قبيل التبارك والتفائل وهذا ما يفسر لنا تعلق القلوب المسلمه غير الأصوليه بالسيدة أم النور.
ثالثاً : الرباط المشترك على مر العصور فى ظهورات السيدة مريم أنها تتجلى دوماً فى الأزمات الحالكه وما أشبه اليوم بالبارحة وما أحلك اليوم عن البارحة، ولعل هذه الظهورات هى التى يظهر نتيجتها تبعاً من مشاعر الإبتهاج والفرحة والتهنئة والصلاة وهو ما يرفع من الروح المعنوية لدى الأقباط ويعيد الثقة بالنفس من جديد بعد كل هجمة طائفية جديدة.
رابعاً: وجب على الإعلام عدم التهكم على هذه الظاهرة الإيمانية للمسيحيين لعدة أسباب أرى أهمها:
(أ) تناول وسائل الإعلام لظهورات العذراء النورانية بين التأكيد والتشكيك هو إسائه للعقيدة المسحية حيث أن مكانه العذراء مريم فى المسحية أعلى وأرفع شأناً من السيدة عائشة زوجة رسول الإسلام والدليل من القرأن أكد على أن السيدة العذراء لم يمسسها بشرولاجان فلقد ورد فى سورة مريم الأيتين رقم 20 ، 21 قوله قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا
فهذا جعلها فى منزلة أكبر وأطهر عن كل النساء حتى فى العقيدة الإسلامية.
(ب) فتور العلاقة : بكل بساطه وبعيداً عن التكليف والمغالاة اللفظية فأن تناول أومر دينى معين لعقيدة ما من خلال أحد منكريها يعد مفارقه لا أخلاقيه على الإطلاق ووجب فيها الحياد من جانب الإعلام الرسمى أو الخاص لتأكيد وترسيخ مبدأى حرية المعتقد وحرية الإبداع بعيداً عن فكرة الإزدراء أو .الإستنكار
(ج) العذراء البتول والطهارة : ليس كاتب هذا المقال بحاجة إلى التدليل على مدى طهارة ونقاء السيدة مريم بل نحن فقط فى حاجة إلى تذكير خوفاً من النسيان فلقد دلل القرأن فى عده مواضع مختلفه على هذا مما جعلها محببه إلى كل القلوب المسلمه وخصص لها سورة فى القرأن تحمل أسمها (سورة مريم )، وورد فيها فى ما ورد عن حياة مريم وميلاد السيد المسيح ومعجزاته التى تتوافق عقلاً مع الكتاب المقدس لدى الأخوة المسيحيين فأورد فى موضع أخر قوله { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ}.
وهنا نقف على أعتاب الحقيقة الغائبة فى مجتمع الرجعية والظلام غير منتبهين إلى أوصال الرحمة والمحبه التى تنادى بها كل الرسالات الإلهيه الجليلة من أجل أن يحيا الناس سوياً من أجل الخير والخلاص لا الإقتتال والتكفير والترهيب، وبقا هنا شىء أخير هو يجب على كل مسلم عاقل بالغ راشد أمن بمحمد رسول الإسلام وبالقرأن أن يهب الأن ليهنىء كل المصريين وأولهم المسيحيين بأعياد الميلاد المجيد وكل عام وأنت بخير ووطنا فى سلام ومصرنا دوماً وأبداً لكل الأديان وليست لدين على أخر بل هى لكل البشر والسلام ختام.

ليست هناك تعليقات: