السبت، 22 يناير 2011

الله الغبى

فتحى فريد
الحوار المتمدن - العدد: 3170 - 2010 / 10 / 30 




توقفت كثيراً أمام كيفيه تعامل حلفاء الله على الأرض أو كما يحبها بعض رجالات الدين خلفائه مع العوام من البشر المهمومين برضا الإله ونول الغران والكرامات فى الدنيا مع الحفاظ على النعيم الأبدى فى الأخرة وبعضهم يرضى بالكثير من الذل والهوان على أرض الواقع والقليل من العيش الترف أملاً فى النجاة فى العالم الأخر بالحصول على الكثير من غنائم الصبر على البلاء فى الدنيا.

وأمام كل هذه المعادلات الغير منطقية أحياناً يستوقفنى رجالات الدين بكل إختلافاتهم وتقاسيمهم الغير نمطيه فى تعاملاتهم مع أتباع الديانات المختلفه بشكل فج يجعل الفرد يقف أمام كينونه خلفاء الإله على الأرض الذين صار سلطانهم الدينى ولباسهم هو السوط الذى يطرق به على ظهور الجهلاء فأصبحوا يحللون ما يشأون ويحرمون ما يريدون فأصبحوا هم أنفسهم الله ذاته دون جدال.

ونرى الأن سلطانهم الذى توحش وإستفحل فى الشرق الأوسط بأكلمه فأصبحوا هم الحكام الفعليين للبلاد وأصبح الحكام ينالون منهم الرضا وتجديد العهود مما جعل الأنظمة الأمنية فى المنطقة فى منأى بعيد كل البعد عن النيل منهم أو السيطرة عليهم.

ولو نظرنا إلى الواقع المرير الذى تشهده مصر الأن من غياب لدور الدولة وتغلغل رجال الدين فى شتى نواحى الحياة يجعلنا نسأل بكل إستنكار وإستنفار عن أين تكون الدولة ؟؟؟؟

وإن تجدد السؤال ذاته من جديد فنجد أنفسنا أمام وحش كاسر كبر وترعرع فى أحضان الدولة البوليسية ومازلت تحميه حتى هذه اللحظة من أجل أن تشغل الرأى العام والعامه من أبناء الوطن بالإهتمام بالأمور الدينية فحسب والإنشغال الكامل عن قضايا الوطن الحقيقية التى لو إهتم بها 10 % من أبناء الوطن لتبدل الحال فى طول البلاد وعرضها.

وما شهدنا على مدار العام الذى أوشك على الإنتهاء من فتن طائفية وإحتقان وفرز طائفى لا يخفى على القاصى والدانى أننا فى حالة ترهل دينى لو تركناه لتأكلت البلاد والعباد.

وعودة مره أخرى إلى ما يقوم به رجالات الدين بإختلاف دياناتهم وأشدد على هذا جعلوا الله فى نظرى غبى لأنه إستخلفهم وبعد البحث إكتشفت أن الإله لم يستخلف من يسفه منه أو يهين خلقه بل هو أرسل من يرشدون إلى وحسب وترك الإنسان حراً يختار ما يراه ويترك ما يتركه دون تدخل من أحد.

لكن ما يقوم به رجال الدين وتجاره هو أبعد ما يكون عن الإله وتعاليم الإله بأى دين وبأى لغه وأن كان ما يقوموا به حقاً هو تعاليم إلاهيه فأقر وأعترف بـأن الله غبى.

ليست هناك تعليقات: