السبت، 22 يناير 2011

فيلم سكس … تجربه شبابيه تنتقد الرقابه وتهاجم المجتمعات السطحيه

فتحى فريد
الحوار المتمدن - العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 




وجد نفسه محط الأنظار والإهتمام والهجوم الحاد واللازع فى أن واحد هو شاب مصرى يحلم بأن يكون مخرجاً ذا طابع خاص بدأ رحلته منذ أن كان طالباً بالصفوف الأولى بجامعه عين شمس وحلم مسرح الجامعه وقام بإخراج العديد من الأعمال أثناء دراسته وأخرها مسرحية بعنوان (هيخصخصونا) وقد تم عرضها بمسرح روابط وأكثر من مكان أخر.
أما اليوم فقد قرر محمد عادل أن يعطى المجتمع لطمه قويه على وجهة بدون سابق إنذار أو تحذير وعكف على كتابه سيناريو فيلم روائى قصير يحمل عنوان (فيلم سكس وتجرمته الإنجليزيته sks ) وهو إختصار لإسماء ثلاث شباب هم سامى وكريم وسمير وتدور احداث الفيلم أن شاب مصر كان يعيش فى إحدى الدول الأجنبيه وكتب سيناريو حول بند مزيكا وعرضه على المهتمين بالسيناريو فى تلك الدولة فأشادوا به جميعا فقرر هذا الشاب الرجوع إلى مصر مره أخرى وقرر تصوير الفيلم فى مصر وقبل الشروع فى العمل أشار عليه أحد أصدقائه بالذهاب إلى الرقابه العامه على المصنفات الفنيه للحصول على التصاريح اللازمه ، وبمجر أن قام الشاب بعرض نص السيناريو على موظف الرقابه الذى لم يكلف نفسه سوى بقرأة العنوان فقط وقام برفع تقريره إلى رئيسه وهو يشدد على أن الفيلم يخدش الحياء العام ويسىء للقيم العامه … ويبدأ الفيلم فى أخذ منعطف أخر وتتدخل الأشكاليات سواء من جهلاء أو حركات إسلاميه متطرفه هذا بإختصار ما يدور حوله الفيلم الروائى القصير (سكس …sks ).

ولكن حين يتحول ما كتبه المخرج محمد عادل إلى واقع هذا أقرب إلى الجنون فما تناقله خياله على الورق تحول إلى واقع مظلم ومرير من شده الهجوم عليه فى وسائل الإعلام وغيرها من المواقع والمنتديات الإليكترونيه حتى وصل الأمر إلى إتهامه بالكفر والسعى فى الأرض فساداً.

ومن المظاهر الجيدة لهذا العمل الذى قد أوشك على الإنتهاء عدا مشهد واحد وينتهى المخرج من تصوير الفيلم نهائياً ويبدأ فى أعمال المونتاج أن المخرج والمنتج / هانى جرجس فوزى قد شجع هذا العمل الشبابى الجيد ووافق على أن يكون هو بنفسه ضيف شرف للفيلم ويعد هذا أول ظهور لهانى جرجس فى فيلم روائى قصير.

وقد اعلنت جريدة الأهرام النسخة الإليكترونيه منها التى تنطلق عبر شبكة الإنترنت شباب الأهرام هجوماً حاد على مخرج الفيلم وطاقم العمل حتى إذا كتبت محرره الخبر مى عبدالله تقول (فوجئنا بظهور تجاوز أخر وهو فيلم” سكس ” تم تصويره وإخراجه وإنتاجه فى مصر وطاقم العمل كله من أول الكامير مان وحتى الأبطال من المصريين , وعشان خيالنا ميروحش لبعيد وحتى نعرف أصل الحكاية تحدثنا مع محمد عادل مخرج ومؤلف الفيلم).

وفى نفس ذات الخبر لجأت المحررة إلى الرقيب سيد خطاب الذى بدا فى تصريحاته غير ملم بتفاصيل كافيه عن الفيلم أو عن الأعمال الروائيه بشكل عام وراح يهدد مخرج الفيلم بأنه سيلاحقه قضائياً بحجه أنه لم يحصل على تصاريح من الرقابه وقد نسى السيد سيد خطاب الرقيب أن الأعمال القصيرة لا تحتاج إلى تصريح أو غيره لأنها من الأعمال غير الجماهرية وتعرض على شرائح فئويه معينه معنيه بالقضية التى تطرحها هذه النوعيه من الأفلام ، وفيما يزال السيد خطاب يدلى بدلوه فى الخبر حتى أكد على أنه يحترم حرية الرأى والتعبير ولكنه أيضاً موكل بتطبيق القانون وعدم الخروج عن الذوق العام والأداب العامه وفى إشارة منه إلى مخرج الفيلم قال (هذا الولد لم يتقدم بأى سيناريو إلى الرقابة كما يزعم وأحب أن أؤكد أنه سيقع تحت طائلة القانون لأنه سيقوم بعرض الفيلم بدون تصريح من الرقابة ، إضافة إلى خدشه للحياء العام بهذا الاسم المقزز ، فالرقابة على المصنفات ليست سطحية لان تنخدع بمثل هذه الدعاية الرخيصة حتى ولو كان الفيلم لم يتضمن أى مشاهد إباحية لكن ممكن الكلمة تتسبب فى جرح مشاعر المشاهد)، وأعتبر أن إسم الفيلم مقزز ونسى ما شهدته الأفلام المصريه بطول تاريخها على مشاهد إباحيه لها علاقه بالموضوع وغيرها ليس لها علاقه لم تخدش أى حياء ولم يشكوا منها المشاهدين فقط هو ذاك السيد خطاب من عين نفسه مصلحاً إجتماعياً ومرشداً تربوياً للمجتمع.

وفى النهاية لا يسعنى سوى الإنحناء أمام عزيمة هؤلاء الشباب من مخرج ومصور وأبطال العمل وأخص منهم صديقى حسام حلمى الذين يؤكدون بشكل أو بأخر على أن من سيشكل خريطة المستقبل نحن الشباب وليس عواجيز الفرح.

ليست هناك تعليقات: